حالة «حلا»




حالة «حلا»
فن / مقال
جودة الخبر 31%
رسائل كراهية تشويه وتشهير تمييز

تم نقل النص عن جريدة المصري اليوم بتاريخ 14/03/2023 08:22

شارك على  
المحرر - طارق الشناوي


حالة زجزاجية فى كل مواقفها الفنية والشخصية تنتقل فى لحظات من النقيض إلى النقيض، فى علاقتها مثلًا بالحجاب من الممكن أن ترى من خلالها حالة المجتمع المصرى بكل أطيافه.

انظر لحفلات أم كلثوم فى الستينيات التى احتفظ بها التليفزيون المصرى (أبيض وأسود)، لن تعثر على أى سيدة ترتدى حجابًا، افتح الشباك وألقِ نظرة على الشارع، هل وجدت امرأة أو حتى مراهقة بلا حجاب؟.

ستكتشف أن مَن يحدد علاقة «حلا» بالدنيا هو الحجاب. قبل نحو ثلاثة أعوام، خلعت الحجاب ونشرت صورها، التى حملت إشارة واضحة جدًّا إلى أنها تريد العودة إلى التمثيل. يومها، رحب الوسط الفنى والعديد من الزملاء، وكان رأيى أن عليها أن تتأهل أولًا نفسيًّا وجسديًّا قبل العودة إلى الوقوف أمام الكاميرا، البعض قرأ الجملة خطأ، واعتبرها تعنى ألّا تعود، رغم أنى كنت محددًا، عودى، ولكن ليس الآن، كما أننى ضد هذا الارتباط الشرطى بين التمثيل وارتداء أو خلع الحجاب.

عادت حلا بمسلسلى (خيانة عهد) تخت مظلة يسرا، و(زلزال) تحت مظلة محمد رمضان، عودة باهتة، لا تليق بحالة الترقب لنجمة، كان لها فى الماضى حضورها المؤثر.

حلا بدأت مشوارها مع مطلع الألفية الثالثة، بعد سنوات قلائل من بزوغ نجومية منى زكى وحنان ترك، وكانت لها بصمتها الخاصة.

آخر أفلامها مع تامر حسنى، قبل عامين، (مش أنا)، كتبت على صفحتها بعد عرضه وزواجها من الداعية معز مسعود (مش أنا)، مع صورة لها وغطاء للرأس، وتركت الباب مفتوحًا لكل الاحتمالات، هل هو فقط اعتراض على الفيلم أم على الفن، أم على احتلال بطل الفيلم تامر حسنى كل الأفيش وكل الشاشة؟!.

حلا لا تزال فى مرحلة النقاهة والتعافى من حالة التزمت التى أبعدتها عن ممارسة الفن عندما اختلط عليها الأمر بين ما هو دينى وما هو أخلاقى وما هو فنى وما هو فقهى، وفى تلك المساحة الشائكة، عاشت سنوات العزلة والابتعاد، الذى وصل إلى مرحلة التحريم، ووقتها كتبت أن الفنان لا يتحرك من خلال كبسة (زر) للتشغيل وآخر للإيقاف، والأمر يحتاج إلى مرحلة إعداد نفسى وجسدى. الخريطة فى بداية الألفية الثالثة التى كانت فيها حلا نجمة تغيرت تمامًا، كما أن داخل وجدان حلا ثمة تغيير عميق أحدثه طول الغياب، وتستطيع أن تلاحظ عدد التعديلات التى أجرتها على وجهها الجميل (خلقة ربنا)، إلا أنها بسبب التوتر الذى تعيشه، تركته لطبيب التجميل يعبث به.

كل الاحتمالات قطعًا قائمة، ونُنحِّى جانبًا حكاية احتمال إعلان طلاقها من الداعية الإسلامى، تلك قضية شخصية تخص الزوج والزوجة، لست طرفًا فيها، إلا أن المؤكد هو عودتها إلى التمثيل، وكل ما سبق أشبه بدقات المسرح التقليدية الثلاث، التى كانت تسبق العرض المسرحى.

حالة حلا هى حالة مصرية خالصة تمر بها العديد من السيدات فى الشارع، ولكن لأنها حلا، فنحن جميعًا شهود عليها.

المجتمع المصرى- بنسبة أراها تمثل الجزء الأكبر- أصبح يحكم على المرأة بقانون الحجاب، ويحدد مشاعره وفقًا لهذا (الترمومتر)، الذى يعبر عن نفسه من خلال نظرات الناس فى الشارع. عليها أولًا أن تنسى تلك النظرات، وأن تنصت لوجدانها، وتحدد خطوتها التالية فى علاقتها بالناس والفن والحجاب، فقط اسْتَفْتِ قلبك!!.


مصدر الخبر

التقييم

هل العنوان موضوعي ودقيق؟
العنوان موضوعي ودقيق
هل تناسب المادة المصورة المحتوى المكتوب؟
المادة المصورة تناسب المحتوى المكتوب
هل هناك أي إهانة /أو تشويه /أو تشهير لفرد أو مجموعة ضمن المحتوى؟
هناك (إهانة /أو تشويه /أو تشهير) بحق فرد أو مجموعة

شوه الكاتب صورة الحجاب وربط بينه وبين تردي حال المجتمع.

هل هناك خطاب كراهية ضمن المحتوى؟
تبنى المحرر خطاب كراهية

تبنى المحرر خطاب كراهية تجاه الحجاب والمحجبات وذلك لأنه ربط بين تدهور حال المجتمع وبين ارتداء العديد من السيدات الحجاب، وهذا قد ينفر القراء من الحجاب والمحجبات.

هل هناك تمييز /أو تنميط ضد أفراد أو مجموعات ضمن المحتوى؟
هناك تمييز /أو تنميط ضمن المحتوى

كاتب المقال تعمد استخدام أسلوب التنميط من خلال الربط بين ارتداء الحجاب حاليًا وتدهور الأحوال مقارنة بفترة الستينيات التي كانت أفضل من وجهة نظره بدون حجاب.

تم التقييم بواسطة فريق التقييم بتاريخ 2023/03/16 05:44

تعليق المقيم

طارق الشناوي استخدم أسلوب التنميط وتبنى خطاب كراهية، وذلك من خلال الربط بين ارتداء الحجاب ووضع المجتمع قديمًا وحديثًا.

رد الصحفي

لا يوجد

رايك في التقييم

التعليقات