أعاد الشاب المصري مصطفى شعبان صنع كرسي العرش للملك المصري الصغير توت عنخ آمون، في ورشة النجار التي يعمل بها في الحوامدية، مستخدماً أشجار الزان والنحت في صنع مجسم الملكة، التي تدهن الزيت الطيب لتوت عنخ آمون.
وقال مصطفى شعبان (38 سنة)، في تصريحات لــ"بوابة الأهرام"، إنه لم يكن يدري أن كرسي العرش لتوت عنخ آمون سيملك هذا الشيوع بعد قيامه بصنع الكرسي ووضعه على صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن ارتفاع الكرسي يبلغ نحو 85 سم من خشب الزان النادر في مصر والوطن العربي.
أظهر شعبان الزوجة عنخ إسن آمون زوجة توت عنخ آمون، والتي وجدت رسوماتها على آثار توت عنخ آمون داخل مقبرته، حيث تظهر على كرسي العرش وتطيب جسده وترسل له تحياتها بآلاف السنين بديلة عن الآلهة، كما أظهر الأسدين الرابضين على مقدمة الكرسي مثلما موجود في الكرسي الأصلي للملك الصغير توت عنخ آمون.
وكرسي العرش لتوت عنخ آمون، الذي تم اكتشافه في مقبرته في عشرينيات القرن الماضي، مصنوع من الخشب المغشي بالذهب والفضة، والمزخرف بأحجار شبه كريمة والزجاج الملون.
وتتمثل الملكة هنا على قائم الظهر، وهي تدهن الملك بالعطر، على حين يرسل قرص الشمس آتون أشعته نحو الزوجين الملكيين، ويلبس الملك هنا تاجا مركبا وقلادة عريضة، أما الملكة فتضع إكليلا رائعا على رأسها، هذا وقد طعمت أجسام الملك والملكة بالزجاج الملون، في حين غشيت الأجسام بالفضة محاكاة للكتان الأبيض.
وتتمتع المقدمة من ذراعي العرش بحماية أسدين، على حين شكل الباقي في هيئة ثعبانين مجنحين، متوجين بالتاج المزدوج، حيث يحميان اسم الملك، وقد زود العرش بمسند للأقدام من الخشب، محفور عليه صور رمزية لأعداء مصر الشماليين والجنوبيين، والمعروفين باسم الأقواس التسعة، وهم مربوطين وممددين على الأرض في إذلال، أما الطيور المصورة، المعروفة باسم رخيت، والتي تشير إلى عامة الشعب، فهي ممثلة هنا تحت سيطرة الملك.
وأضاف مصطفى شعبان، أنه خريج حاسب آلي ولكنه يمتهن مهنة النجارة من أجداده وأنه يعمل هو وابن عمه في النجارة وأنه حين يقوم بتنفيذ الكرسي يكون هناك رسام ليبدأ في تنفيذ الرسومات والنقوش الفرعونية العديدة في الكرسي، مؤكداً أن تنفيذ كرسي العرش لتوت عنخ آمون أتت بالصدفة المحضة وأصبحت تملك الشيوع لدى عشاق الملك الصغير توت عنخ آمون الذين يطلبون تنفيذ كرسي العرش لتوت عنخ آمون ووضعه في منازلهم.
جدير بالذكر، أن وزارة الآثار المصرية أعلنت اليوم السبت، افتتاح معرض الملك توت عنخ آمون بالعاصمة البريطانية لندن في حضور 1000 شخص من نجوم المجتمع الانجليزي، للمشاركة في افتتاح المعرض الذي يضم مجموعة صغيرة جدا من كنوز الملك الشاب الموجودة في مصر، والتي يصل عددها إلى أكثر من ٥٤٠٠ قطعة من كنوز الملك توت عنخ آمون، والتي وجدت في مقبرته عام 1922، حين اكتشف عالم الآثار البريطاني هيوارد كارتر مقبرة الملك الشاب وكنوزها بوادي الملوك بالبر الغربي بمدينة الأقصر.