«صدى البلد» يرصد مأساة وتهالك السكك الحديدية بقرية أبو الخاو موقع حادث القطار.. ومطالبة الوزراء بصيانة مزلقان السكك الحديدية المتهالك (ريبورتاج)

أهالي القرية لـ"صدى البلد": نطالب مجلس الوزراء وزير النقل بصيانة مزلقان السكك الحديدية المتهالك أطفال ومشايخ يعملون فى مزارع الصحراء لزراعة الفراولة وكسب قوتهم باليومية سيناوية: "بنيجي كل سنة البلد دي عشان نقعد فيها 4 شهور الشتاء للعمل باستصلاح الأراضي" فى إحدى المناطق الفقيرة وسط صحاري مركز كوم حمادة التابع لمحافظة البحيرة، تقع قرية أبو الخاو على مساحة ما يقرب من 100 فدان من الأراضي الصحراوية، حيث يعيش بداخلها قرابة 15 ألفا من طبقات العمال والرعي والموظفين المغتربين، حيث تقع بين ضفتي النيل وشمالها يحدها خط السكك الحديدية "كوم حمادة - أبو الخاو" موقع حادث تصادم القطارين المنكوبين، والتى أسفر عن سقوط 12 ضحية و39 مصابا. "والله إحنا غلابة وربنا كبير تعبنا وشقينا كتير فى البلد دي وماحدش بيحس بينا من المسئولين، خط السكك الحديدية متهالك ولم يتم تطويره بقاله أكثر من 30 سنة، والكارثة اللى وقعت النهارده حرقت قلبنا لما عرفنا من صوت التصادم وإحنا عمال غلابة بنشتغل فى مزارع الفراولة وبنشتغل باليومية"، بتلك الكلمات التقط "صدى البلد" خيط الحديث مع الحاج محمد علي، أحد أهالي القرية، التي وقع أمامها حادث القطار. وأكد أنه توجه إلى موقع الحادث بمزلقان السكك الحديدية، حيث لاحظ تحطم ما يقرب من 3 سيارات من عربات قطار الركاب بعدما اصطدم به قطار بضائع يصل عدد عرباته إلى 15 عربة محملة بالبضائع حاله تواجها لمناطق عسكرية بحدود الواحات. وقال: "أهالي القرية شكلوا لجانا وجمعوا توقيعات خاطبوا من خلالها الوحدة المحلية بالقرية وديوان مجلس مركز ومدينة كوم حمادة حذروا فيها من تعطل الإشارات الضوئية وتآكل قضبان السكك الحديدية "فلنكات متهالكة"، مضيفا: "إحنا فى بلدنا محدش بيتحرك إلا بعد ما الناس بتموت، وحسبي الله ونعم الوكيل". وعلى بعد 100 متر من موقع الحادث، أخذت مجموعة من الصبية والفتيات اللاتى تتراوح أعمارهن بين "16 – 30 سنة" يهرولن للذهاب إلى أعمالهن وكسب قوتهن بعيدا عن ارتفاع صيحات وآلام المصابين والضحايا الذين سقطوا جراء الحادث الأليم. من جانبها، قالت سنية حسن، عاملة سيناوية بإحدى مزارع الفاكهة، إن أهالي القرية يقومون بإرسال فاكسات إلى مسئولي مجلس الوزراء ووزارة النقل والمواصلات لمطالبتهم بتطوير شبكات السكك الحديدية المؤدية إلى مداخل ومخارج القرية، مشيرة إلى أن أهالي القرية يعدون من فئات الفقراء الكادحين الذين يعانون من انقطاع شبه دائم فى الكهرباء بسبب الأحمال الزائدة، لذا طالبت محافظة البحيرة بالتجاوب مع أهالي القرية وتلبية مطالبهم فى القريب العاجل. وأضاف العاملة: "حادث القطار المنكوب كان وسيلة إلى توحيد أهالي القرية من خلال تشكيل لجان شعبية للمساعدة في نقل المصابين والضحايا التى تناثرت أشلاؤهم وانتشرت دماؤهم على ملابس زملائها من العمال والعاملات بالمزارع المجاورة لموقع الحادث". وأشارت إلى أن بعض الفتيات لجأن إلى توزيع وجبات من المياه والمواد الطبية لاستخدامها فى علاج المصابين ميدانيا قبل نقلهم إلى مستشفيات علاجية فى مراكز بدر والنجاح والدلنجات، مؤكدا أن مسئولي الإسعاف تأخروا قرابة الساعتين للوصول على أرض الحادث. من ناحية أخرى، أخذ عبد الخالق محمد، مواطن من أبناء القرية، يهرول حاملا فى يديه قطعا من القماش لتغطية أشلاء الضحايا وجثثهم، موضحا: "شلنا جثث الضحايا والمصابين داخل سيارات المزارع ونقلها إلى سيارات الإسعاف التى تم حصارها بسبب تعطل معدية المياه المطلة على ترعة نيلية بفرع التوفيقية"، حسب قوله.

مصدر الخبر