هل تخيلت يومًا أن المخلفات التي ترميها في صندوق القمامة يمكن أن تجلب لك المال وتساهم في دعم التعليم؟ هذه هي ببساطة الفكرة التي قامت عليها مبادرة "زبالة ستور" وهي ليست متجرًا للقمامة، لكنها مبادرة هادفة لخلق الوعي البيئي لدى الأفراد لمعرفة كيفية التعامل مع المخلفات وربط التنمية بالتعليم.
عماد أنور، رئيس مجلس أمناء مؤسسة أدم للتنمية الإنسانية ومؤسس فكرة "زبالة ستور" قال ل"صدى البلد" إن التعليم هو الأساس لذلك قرر إطلاق مبادرة تخدم الجانبين الوعي البيئي والإنفاق على التعليم، والفكرة بدأت في شهر ديسمبر عام 2016 من خلال فعاليات مهرجان الزبالة للوعي البيئي؛ الهادف لتنمية فكرة ثقافة إعادة التدوير عند الأطفال، وثقافة فصل المخلفات عند سيدات المنازل، ثم تم التطرق للمدارس والشركات.
أضاف أن الفكرة شملة جانبا توعويا تمثل في إطلاق نماذج للتوعية في القاهرة والأقصر والإسكندرية والساحل الشمالي، وشمل حافزا لنشر مفهوم فصل المخلفات من المنبع عبر الحصول عليها مقابل حافز مالي من المدارس والجامعات والمجمعات السكنية بعدها يتم إعادة التدوير وتباع، وجزء من العائد يذهب لدعم المرأة المعيلة، وجزء لصالح دعم التعليم الفني خاصة النجارة والحدادة والسباكة.
وأشار عماد أنور إلى أنه يتم حاليًا التجهيز لتحويل قشر التين الشوكي إلى سماد زراعي بالتعاون مع وزارة الزراعة، والمشروع يتم في السعودية
أيضًا، وذلك ضمن استراتيجية 2030.
يعتبر عماد أنور تخصصه في التسويق من ضمن أسباب نجاح الفكرة وتطورها نظرًا لقدرته على وضع خطة تسويقية وتحديد أدوار كل طرف، وذلك بمساعدة ريهام السنباطي وهي فنانة تشكيلية تقوم بعمليات إعادة التدوير وإنتاج لأعمال فنية ولها شركاء أيضًا،بالإضافة إلى شركاء أخرين من كلية الفنون الجميلة وكلية تجارة من أجل التسويق الإلكتروني للفكرة، هذا بخلاف جهود المتطوعين في النظافة الميدانية، ويعتبر النظام هو سر استمرار الفكرة. ويقول إنه يشعر بالفخر لأن المشروع كان من ضمن المشاريع المختارة من مؤسسة زايد العطاء ضمن أفضل 70 ألف مشروع.
يرى مؤسس مبادرة "زبالة ستور" إن مشكلة القمامة في مصر من ضمن أسباب استمرارها التعامل معها بنفس الأسلوب مع اختلاف الوقت والظروف المجتمعية، لافتًا إلى الحاجة لأسلوب جديد للتعامل مع المشكلة هادف إلى تعديل السلوك ولكن بدون استخدام وسائل مباشرة للتوعية، مشيرًا إلى ضرورة التحفيز وتغيير السلوك والفكر بشكل تدريجي حتى يصبح عادة.
الأمر اللافت في تجربة "زبالة ستور" التواصل مع عدة جهات حكومية منها جهاز شؤون البيئة ووزارة الزراعة وهيئة نظافة وتجميل القاهرة، وهو ما يعلق عليه عماد أنور مؤسس المبادرة قائلًا:"المجتمع عبارة عن أفراد وحكومة ومجتمع مدني ولكي ينجح الأخير ينبغي أن يحسن التواصل مع كافة الأطراف الأخرى لأنه إذا عمل بدون أي عنصر أخر سوف يفشل، لذلك حرصت المبادرة منذ اليوم الأول للتواصل مع كافة الأطراف".
وأضاف أن عدة مدارس خاصة تواصلت مع المبادرة من أجل تنظيم فعاليات للتوعية وأيضًا كليات منها كليتي الآداب والطب في جامعة حلوان، ويجري تنسيق تنظيم حملات مماثلة في المدارس الحكومية من خلال التنسيق مع وزارة التربية والتعليم، والبرنامج اسمه "المدارس الخضراء".
وأوضح أن تمويل التعليم يتم من خلال شراء المخلفات الصلبة الموجودة لدى المدارس وفقًا لسعر السوق ثم توريدها لمصانع إعادة التدوير ويخصص جزءا من العائد للتبرع لقطاع التعليم في صندوق "تحيا مصر"، وأضاف أن الهدف هو توعية الناس بقيمة القمامة وكيف يمكن أن تساهم في تعليم مجتمع، لأن المندوب لكي يأخذ القمامة يجب أن تكون مفصولة، هذا بخلاف منح أكياس وجالون لضمان عدم رمي الزيت في الأحواض؛ وهي معلومات مهمة تتحول إلى سلوكيات إيجابية بشكل غير مباشر وبدعم من الدولة.
نجحت مبادرة "زبالة ستور" في تنظيم عدة فعاليات مميزة منها مهرجان الزبالة للتوعية البيئية وكانت التذكرة خمس عبوات فارغة للمياه الغازية أو خمسة كيلو ورق، وأيضًا فعالية في ميدان الجيزة بالتعاون مع كلية الآداب جامعة حلوان بمشاركة محافظة الجيزة ووزارة البيئة وتم بناء كشك من زجاجات المياه البلاستيك، وهي وسيلة من أجل لفت الإنتباه، وفي إحدى المدارس الخاصة تم تجميع المخلفات وتكوين صناديق قمامة، ويجري الاستعداد لتنظيم عرض أزياء من أكياس البطاطس المقلية يقدم في اليوم العربي للبيئة ويتم أيضًا استخدام مركب من زجاجات المياه البلاستيكية تنطلق في مياه النيل.
قبل حوالي عام تم تنظيم حملة لتنظيف الشواطئ وكانت في الساحل الشمالي، وسوف يتم تنظيم حملة أخرى يوم 6 سبتمبر القادم؛ بهدف جمع المخلفات من الشواطئ ويتم تنظيم مسابقات للأطفال بهدف جذبهم وتعليمهم، وسوف تتم الحملة في الساحل الشمالي ومرسى مطروح.