«رفض وتطفيش».. معاناة «أطفال السكري» مع المدارس الخاصة




«رفض وتطفيش».. معاناة «أطفال السكري» مع المدارس الخاصة
محلي / تقارير
جودة الخبر 97%
صورة بدون مصدر

تم نقل النص عن جريدة المصري اليوم بتاريخ 07/10/2018 07:57

شارك على  
المحرر - علاء سرحان


معاناة شديدة يواجهها المئات من أسر الأطفال المصابين بمرض السكر، بعد تزايد حالات رفض بعض المدارس الخاصة قبول أوراق التقديم لذويهم، بمجرد العلم بالحالة الصحية للطفل المتقدم، ولا يختلف الحال كثيرا لدى الأطفال المقبولين، الذين تواجه أسرهم ضغوط شديدة من إدارات بعض المدارس الخاصة، لتحويل الأوراق إلى أى مدرسة أخرى، بمجرد العلم بإصابة الطفل أثناء الدراسة.

تبدأ المعاناة مع كتابة تفاصيل الحالة الصحية فى أوراق التقديم، حيث تلجأ بعض الأسر إلى إخفاء حقيقة إصابة ذويهم بمرض السكر، رغبة فى إتمام إجراءات التقديم دون مشكلات، مقابل أسر أخرى تتمسك بذكر تفاصيل إصابة أبنائهم، من منطلق التعامل بشفافية مع إدارة المدرسة، وإتاحة الفرصة لهم للاستعداد للتعامل مع الحالة قبل بدء الدراسة، إلا أن النتيجة واحدة، فالواقع يشير إلى عشرات الحالات التى واجهت «الرفض المسبق».

عندما بلغت «وتين» سن الـ 4 سنوات، ذهبت برفقة والدتها فاطمة إلى أقرب مدرسة من منزلهم، لتقديم الأوراق فى مرحلة «كى جى 1»، وبعد أسئلة عن المصروفات والزى المدرسى والمناهج، كان السؤال الأهم بالنسبة للأم حول مدى توافر طبيبة متواجدة بشكل دائم فى العيادة الموجودة بالمدرسة لرعاية ابنتها التى تعانى من مرض السكر، فكان رد إدارة المدرسة على ذلك السؤال، فى جملة واحدة: «لا، خليها جنبك».

فوجئت الأم برد إدارة المدرسة، وبعد فترة من الصمت والذهول بعد تلقى الصدمة، سألت: «يعنى مش هتتعلم؟»، ردت المدرسة بأنها لا تقبل حالات السكر من الأساس، فحاولت الأم الوصول إلى منطقة وسط، فقالت إن بإمكانها أن تأتى إلى المدرسة كل يوم صباحا قبل وجبة الإفطار، لتعطى ابنتها جرعة حقن الأنسولين اللازم حصولها بالنسبة للأطفال من مرضى السكر قبل كل وجبة، وتعهدت بإحضار جهاز قياس نسبة السكر فى الدم، والقيام بكل ذلك، دون تحميل المدرسة أى مسؤولية، لكن إدارة المدرسة رفضت كل ذلك أيضا، وأخبرتها المدرسة أن الحل الوحيد هو أن تدفع الأم المصروفات لمدة 3 سنوات دون أن تلتحق ابنتها بالمدرسة، لتحجز لها مكانا فى الصف الأول الابتدائى، بعد أن تكون قد «كبرت فى السن».

تقول فاطمة: «مشيت أبكى فى الشارع، وبنتى شعرت بما حدث رغم صغر سنها، فقالت لى متزعليش.. هم رفضوا.. متعيطيش».

لم تذهب الأم لسؤال أى مدارس خاصة أخرى بعد تلك الواقعة، وقررت التقديم لابنتها فى إحدى الحضانات الأهلية، لتنتظم فيها لمدة عامين، لحين بلوغ سن الصف الأول الابتدائى، لكنها تقول: «أخشى أن بعد عامين يتكرر الرفض.

المعاناة لم تقتصر على رفض المتقدمين فقط، فمحاولات «تطفيش» المقبولين منهم، كان بمثابة الوجه الآخر للعملة، حيث تحكى تيريزا فاروق، عن معاناتها قائلة: «للأسف ابنى كان فى مدرسة أصلا، وعندما أصيب بالسكر، المديرة قالت لى حولى له»، ومثلها تقول نهلة حسن: «أنا عندى مدرسة ابنى بيحاولوا يخلونى أنقل منها».

وتتضمن محاولات «التطفيش» رفض المدرسة قيامها بقياس السكر وإعطاء الأنسولين داخلها رغم وجود طبيبة بكافة المدارس الخاصة، أو عدم التواصل مع الأم تليفونيا لإخبارها بمستوى قياس السكر، أو عدم الانتظام فى القيام بذلك، أو عدم التأكد من تناول الطفل لوجبته كاملة بعد تلقى جرعة الأنسولين لتفادى حدوث هبوط فى مستوى السكر فى الدم، أو منع الأم من دخول المدرسة من الأساس، بما يشكل خطرا على الحالة الصحية للطفل، بما يجعل الأسرة مجبرة على سحب الأوراق، والتقديم فى أى مدرسة أخرى، ليبدأ الدوران داخل نفس الدائرة من جديد.

وتقول بسمة أسامة: «أنا تشاجرت مع ناظرة المدرسة، لأنها قالتلى مش عايزين حد من الطلاب أو أولياء الأمور يعرفوا إن المدرسة فيها حالة سكر، قلت لها ليه هو ابنى لا قدر الله عنده مرض مُعدى، أنا قلت لكل أولياء الأمور عن حالة ابنى، وكله عارف، وسأقول للأولاد أصحابه، فالناظرة قالت لى المدارس بتمنع تاخد طفل عنده السكر أصلا»، وحكت نور ناصر موقفا مشابها، تعرضت فيه ابنتها إلى تمييز سلبى أثر على نفسيتها وعلاقتها مع زملائها داخل الفصل، واختتمت قائلة: «أولادنا مفيش حاجة تعيبهم».

وقالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن اللجنة ستقوم بإثارة القضية تحت قبة البرلمان، أثناء مناقشة تعديلات قانون التعليم الخاص، والذى أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، الانتهاء من إعداده، مضيفة أن البرلمان ينتظر إقرار مجلس الوزراء لتعديلات قانون التعليم الخاص، قبل البدء فى مناقشته داخل المجلس خلال شهر.

وأضافت نصر، لـ«المصرى اليوم»، أن ما يتعرض له أطفال مرض السكر فى مصر، بفعل تعنت بعض المدارس الخاصة، التى ترفض قبولهم بسبب حالتهم الصحية، هو إخلال جسيم بالحق فى التعليم الذى يكفله الدستور لكل مواطن دون تمييز بسبب حالته الصحية أو غيره، مشيرة إلى أنها ستقدم طلبات إحاطة بهذه المشكلة، وأنها ستطالب بضرورة أن تتضمن التعديلات الجديدة فى قانون التعليم الخاص، على نص واضح يحمل إلزاما على المدارس الخاصة بقبول نسبة محددة من الطلاب ممن يعانون مرض السكر ضمن إجمالى طلابها المقبولين، مع وضع نصوص عقابية لمواجهة أى محاولة للخروج عن القانون برفض قبول أوراقهم بسبب حالتهم الصحية.

وقالت الدكتورة نانسى البربرى، أستاذ سكر الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس، إنه لا يوجد ما يمنع حصول الطفل السكرى على حقه فى التعليم من الناحية الطبية، مضيفا أنه يحتاج إلى متابعة يومية سواء من خلال المدرسة أو الأسرة، بقياس نسبة السكر فى الدم قبل أى وجبة يتناولها فى المدرسة، على أن يحصل على جرعة الأنسولين التى تعادلها قبل الأكل وبعد كل قياس. وأضافت: «لابد من وجود طبيب بكل مدرسة، على دراية بكيفية التعامل مع كافة الحالات المرضية، خاصة سكر الأطفال، تجنبا لحدوث أى مضاعفات».


مصدر الخبر

التقييم

هل تمثل المصادر المستخدمة بالمحتوى جهة واحدة من الرأي أم تعرض الرأي الآخر؟
جهات مختلفة
فاطمة، والدة الطفلة "وتين" المصابة بمرض السكري// بسمة أسامة، إحدى أولياء الأمور// الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب// الدكتورة نانسى البربرى، أستاذ سكر الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس
هل المصادر المستخدمة حديثة ومناسبة لسياق الموضوع؟
حديثة ومناسبة
مناسبة من حيث الصلة بالموضوع والتخصص فيه
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
فصل التعليق
بمقدمة المحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
اكتفى بكتابة "آخرون"
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
تصريحات المصادر لـ"المصري اليوم"
هل وازن المحرر بين مختلف وجهات النظر؟
وازن في عرض الآراء
هل قدم المحرر تغطية كافية للموضوع؟
قدّم التغطية الكافية للموضوع
هل هناك معلومات خاطئة ضمن المحتوى؟
خبر صحيح
هل هناك تلاعب في المعلومات /أو في سياق عرضها؟
ابتعد المحرر عن التلاعب في المعلومات /أو في سياق عرضها
هل المحتوى المرئي المستخدم مناسب للموضوع؟
مناسب
هل يعبر العنوان عن مضمون المحتوى المقدم؟
يعبر عن المحتوى
هل العنوان واضح وغير متحيز؟
واضح
هل هناك أي تعميم في المحتوى؟
المحتوى خالي من التعميم
هل هناك أي إهانة /أو تشويه /أو تشهير لفرد أو مجموعة ضمن المحتوى؟
المحتوى خال من أي (إهانة /أو تشويه /أو تشهير) بحق فرد أو مجموعة
هل هناك خطاب كراهية ضمن المحتوى؟
المحتوى خال من خطاب كراهية
هل هناك تمييز /أو تنميط ضد أفراد أو مجموعات ضمن المحتوى؟
ليس هناك أي تمييز /أو تنميط ضمن المحتوى

تعليق المقيم

لقطة جيدة ومجهود مشكور

رد الصحفي

لا يوجد

رايك في التقييم

التعليقات