بائعة الخضار برأس البر تعيد فتح الملف.. الباعة الجائلون مشكلة مزمنة تنتظر الحلول.. خبراء: تستخدم بالخارج كوسيلة لزيادة التجارة وجذب السياح.. والمنظومة خاطئة ويجب تطويرها

محلي / تقارير

جودة الخبر 75%

تم نقل النص عن جريدة البوابة نيوز بتاريخ 06/11/2018 03:44

شارك على

المحرر - حسن عصام الدين

لا تزال المشاكل تواجه الباعة الجائلين في مصر في ظل عدم غياب استراتيجية تتمكن من حل الأزمة حتى الوقت الحاضر، وهو الأمر الذي يتمثل في عزوفهم عن الأسواق التي سبق أن فتحتها الحكومات المتعاقبة لهم كأسواق الترجمان وسوق المواردي وغيرهما.

بائعة الخضار برأس

وعلى صعيد آخر يعاني الباعة الجائلون من غياب أماكن مخصصة تدر عليهم مقابلا ماديا يوفر لهم حياة كبيرة، ولعل واقعة المرأة التي تبيع الخضار في رأس البر مؤخرًا مثال على معاناة العديد من تلك الفئات في ظل غياب الرؤية السليمة للتعامل مع الأزمة، حيث سادت حالة من الغضب على موقع التواصل الاجتماعي عقب تداول صور لسيدة تبكى بعد قيام أحد أعضاء حملة إزالة الإشغالات والمخالفات التابعة للوحدة المحلية بمدينة رأس البر، والتي أطاحت بكميات الخضراوات التي تبيعها المرأة أثناء تواجدها بسوق 63 برأس البر، عقابا لها على بيع الخضراوات في الشارع، وهو ما يطرح علينا تساؤلات حول الإجراءات المتبعة للتعامل مع قضية الباعة الجائلين في مصر.

الباعة الجائلين في

الباعة الجائلين في الصين

تجارب دول أخرى

ولكي نتابع قضية الباعة الجائلين يمكن استعراض تجارب الدول الأخرى في التعامل معهم، فنجد أن الصين تعمل على توفير محال صغيرة في طريق السكك الحديدية في جميع الأقاليم، على أن يحمل كل بائع رقما كوديا "لوحة معدنية" لتقنينهم، وذلك لمعرفة المتسببين في أي تسمم غذائي يحدث ومحاسبته.

وفي باريس خصصت الحكومة الفرنسية طاولات لها مظلات بمنطقة الحي اللاتيني، وهي منطقة متعددة الأعراق وقامت بتنظيم تواجد الباعة الجائلين، الأمر الذي عمل على تنشيط السياحة وزيادة الإقبال على المنتجات الفرنسية التي يبيعها الباعة الجائلون، وفي الهند يتم التركيز على الحرير والمنتجات التي تشتهر بها الهند في منطقة إقليم كشمير.

وفي بروكسل عاصمة بلجيكا يتم تخصيص يوم السبت لبيع المنتجات المختلفة للباعة الجائلين بالميدان الكبير، كما يتم تخصيص منطقة التمثال الشهير للطفل مانيكان بيس لبيع الأزهار أيضا، مما يجعل المنطقة مزارا أساسيا للسياح ويضفي عليها طابعا خاصا، وفي سوق مدينة نامور البلجيكية يقوم الباعة الجائلون ببيع منتجاتهم داخل سيارات كبيرة.

وفي إيطاليا استطاع الطليان جذب المواطنين إلى أسواقهم الشعبية من خلال قيام الحكومة بتصنيع أكشاك خاصة لهم ذات سمات إبداعية من حيث اللون والشكل كعنصر جذب للمواطنين.

بائعة الخضار برأس

ومن جانبه قال الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التنمية والتخطيط، إنه يجب استغلال الباعة الجائلين من الدولة بصورة لائقة، كما تفعل باقي دول العالم المتقدم، حيث تعد أسواق الباعة الجائلين وسيلة من وسائل جذب السياح وتحقيق الزخم حول البضائع والمنتجات المتنوعة، كمظهر من مظاهر الجذب التجاري وتدفق العائد المادي على البائعين وعلى التجارة المحلية بشكل عام، لافتًا إلى أنه نجد على سبيل المثال في باريس يتم تخصيص طاولات بمنطقة الحي اللاتيني وهي منطقة حيوية ومهمة عكس ما يحدث في سوق الترجمان، وهو ما يعمل على تنشيط السياحة وتحقيق المكسب للمنتجات المحلية في ذات الوقت.

واستنكر هاشم، تعامل المحليات مع ملف الباعة الجائلين، مؤكدًا أن التعامل يتم بصورة عشوائية، وهو الأمر الذي قد يجعل من الباعة الجائلين جزءا وشريكا أساسيا في أي اضطرابات قد تقع داخل البلاد، متابعًا أن الحل الوحيد يتمثل في رعاية الدولة لهم، وقدرتها على تحقيق المواءمة بين ما يدفعونه من ضرائب وإيجار ومتطلبات مادية وبين ما يبيعونه.

بائعة الخضار برأس

وتابع الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، أنه غير متفائل بحل مشكلة وأزمة الباعة الجائلين بسبب المنظومة الخاطئة التي يتم فيها محاولة علاج القضية بدءا من نزول حملة الإزالة للإشغالات وانتهاء بدفع البائع الجائل للغرامة، حيث إنه بعد أن يدفعها يأخذ بضاعته ويعود مرة أخرى للمنطقة التي كان بها، وذلك يعني فشل عملية احتواء الأزمة، مؤكدا أن حل المشكلة يأتي من خلال التعامل الاجتماعي والإنساني معها، حيث يجب الأخذ بالأسباب ووضع حلول بديلة من خلال توفير مكان جيد أو حتى فرصة عمل لائقة تعوض البائع عما تعرض له من خسارة جراء ذلك.

مصدر الخبر

الاحترافية والمهنية

29%

المصداقية

100%

احترام حقوق الإنسان

100%

هل تمثل المصادر المستخدمة بالمحتوى جهة واحدة من الرأي أم تعرض الرأي الآخر؟

عدة آراء لنفس الجهة

جانب أكاديمي واقتصادي "خبراء فقط"، وهم: الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التنمية والتخطيط// الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي

هل المصادر المستخدمة حديثة ومناسبة لسياق الموضوع؟

حديثة ومناسبة