صدق أو لا تصدق.. يوسف وهبى أول فنان حاول تجسيد الأنبياء فى أعماله.. وبرر الخطوة بالدعوة للدين الإسلامى.. الملك فؤاد هدد بسحب جنسيته.. والأزهر قطع الشك بفتوى تحريم تجسيد الرسل والصحابة فى الأفلام والمسلسلات




صدق أو لا تصدق.. يوسف وهبى أول فنان حاول تجسيد الأنبياء فى أعماله.. وبرر الخطوة بالدعوة للدين الإسلامى.. الملك فؤاد هدد بسحب جنسيته.. والأزهر قطع الشك بفتوى تحريم تجسيد الرسل والصحابة فى الأفلام والمسلسلات
فن / تقارير
جودة الخبر 85%
وجهة نظر واحدة مصدر غير مناسب تفاصيل ناقصة صورة بدون مصدر

تم نقل النص عن جريدة اليوم السابع بتاريخ 08/12/2018 09:26

شارك على  
المحرر - زينب عبداللاه


دائما ما تواجه أى محاولة لتجسيد الصحابة والأنبياء برفض وغضب من الأزهر الشريف، الذى أصدر قرارا حاسما منذ زمن طويل بمنع تجسيد الصحابة والرسل وآل البيت فى الأعمال السينمائية، ويواجه أى محاولة لتجسيد الأنبياء ولا سيما شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بغضب شديد وهو ما حدث كرد فعل على محاولات إيران إنتاج فيلم يتم خلاله تجسيد شخصية الرسول الكريم.

 
ولكن هل تعلم أن هناك فنانا مصريا كان ينوى تجسيد شخصية سيدنا محمد فى فيلم سينمائى عام 1926 وواجه معارضة وهجوما شديدا وصل إلى حد التهديد بسحب جنسيته؟ وأن هذه المحاولة كانت سببا فى إصدار الأزهر لفتواه بتحريم تجسيد الأنبياء والصحابة؟

ففى مايو من عام 1926 نشرت صحيفة الأهرام مقالا للكاتب عبد الباقى سرور بعنوان: «كيف يصورون النبى محمدًا»، أشار فيه إلى أن شركة «ماركوس الألمانية»، وبتمويل مشترك مع الحكومة التركية، اتفقت مع يوسف وهبى، على أن يقوم ببطولة عمل فنى يجسد رواية النبى محمد.

وأوضح المقال أن يوسف وهبى التقط لنفسه صورًا فوتوغرافية تظهر الشكل الذى ابتدعه لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأكد أن مجلة المسرح نشرت موضوعا تشير فيه إلى أن هذه الصورة تشبه صورة راسبوتين.

وأضاف كاتب المقال: فى عرف يوسف وهبى، يكون نبينا محمد رسول الله، وحامل علم الدين الإسلامى وناشر كلمته، يشبه تماما راسبوتين، فما رأى علماء الدين الأجلاء فى هذا العمل؟

وتابع : «ما مبلغ علم يوسف وهبى بالدين وأخلاق النبى عليه السلام وصفاته حتى يقدم على إبراز شخصيته ؟! ألا يعد هذا تهزيئا مؤلما، وإهانة جارحة لكل المسلمين!»

 وأكد المقال أن هذا التجسيد يعد تشهيرا بالنبى وتحقيرا لشأنه، واستهزاء بدينه، وإساءة لمعتنقى دعوته وحطا من كرامة المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها.

انزعج يوسف وهبى بشدة من المقال، وفى اليوم التالى رد على ما أثير فى الأهرام بقوله: "اطلعت فى عدد الأمس على مقال كتبه مسلم غيور وبه يشكو لولاة الأمور عن عزمى تمثيل رواية النبى محمد بشكل وهيئة لا تليق بكرامة النبوة ولا تتفق مع عظمة الدين، وذكر أننى طبقا لما نشرته مجلة المسرح صورت شخصية النبى كشخصية الراهب الدنىء راسبوتين "

وتابع: الخبر كاذب، ولا أصل لها إلا التشويه والطعن من مجلة أخذت على عاتقها تقبيح كل حسن والنيل من كرامة كل عامل على خدمة وطنه .

ولم ينف يوسف وهبى أنه وافق على القيام بالدور بل فسر قبوله بقوله: إننى إذا كنت قد رضيت أن ألعب هذا الدور فليس إلا لرفعة شأن النبى محمد صلى الله عليه وسلم وتصويره أمام العالم الغربى بشكله اللائق به وحقيقته النبيلة، وليس الغرض من هذا الفيلم سوى الدعوة والإرشاد للدين الإسلامى، وليثق سيدى الغيور أننى أول من يعمل على رفعة شأن ديننا الحنيف، ولكن رجائى إليه ألا يصغى لأقوال ترهات قوم عُرفوا بالخديعة والملق.

وتحدث يوسف وهبى فى رده عن قصة الاتفاق على الفيلم، قائلا: «زارنى بمسرح رمسيس الأديب التركى وداد عرفى، وقدم لى شخصا يدعى الدكتور كروس، وأفهمنى أنه شخصية لها وزنها، وأنه رسول عاهل تركيا الرئيس أتاتورك ومستشاره الخاص وجنسيته ألمانية، وطلب منى أن أحدد موعدًا معه لأمر مهم جدًا، وعلمت فى اللقاء أن (كروس) يمثل مؤسسة سينمائية ألمانية مشهورة، وأنه حصل على موافقة رئيس الجمهورية التركية لإنتاج فيلم إسلامى ضخم كدعاية مشرفة للدين الإسلامى الحنيف وعظمته وسمو تعاليمه، تشارك فى نفقاته الحكومة التركية باسم محمد "صلى الله عليه وسلم" وأنه أعد السيناريو، وصرحت بتصويره لجنة من كبار علماء الإسلام فى استانبول.

وتوجه يوسف وهبى بكلامه فى هذا الرد إلى رجال الدين، وطالبهم بإرشاده إلى الصواب وأن يقولوا له هل يقوم بهذا الدور أم يرفضه، مؤكدا أنه إذا رفض فسيقوم بهذا الدور ممثل أجنبى لا يهمه من أمر الدين شىء.
 

وفى نهاية الرسالة أكد يوسف وهبى، أنه سيرفض القيام بالدور عن طيب خاطر حتى لو كان سيجنى من ورائه أرباحا طائلة، إذا رأى العلماء ذلك، وأنهى الرسالة بقوله: ليعلم إخوانى المصريون أن شعارى دينى قبل كل شىء.

وبعد نشر الموضوع واجه يوسف وهبى ضغوطا كبيرة وفتحت عليه أبواب جهنم، خاصة بعد تداول أخبار بأنه وقع عقد الفيلم بالتعاون مع المخرج وداد عرفى، وأرسل شيخ الأزهر خطابًا إلى وزارة الداخلية يطالبها بالتحقيق معه ومنعه من القيام بالدور حتى لو اقتضى الأمر منعه من السفر، كما طالب بأن تخاطب مصر حكومة باريس، لمنع تمثيل هذه الرواية.

واستدعت وزارة الداخلية يوسف وهبى وحققت معه وأرسلت ردًا للمشيخة يؤكد فيه أنه سيعتذر فى الصحف عن قبول الدور، وأرسل الملك فؤاد تحذيرًا شديدًا ليوسف وهبى، وهدده بسحب الجنسية.

وقبل انتهاء شهر مايو نشرت صحيفة الأهرام بيانا باسم يوسف وهبى قال فيه: «بناء على قرار أصحاب الفضيلة العلماء واحترامًا لرأيهم السديد، أعلن أننى عدلت عن تمثيل الدور وسأخطر الشركة بعزمى هذا".


مصدر الخبر

التقييم

هل تمثل المصادر المستخدمة بالمحتوى جهة واحدة من الرأي أم تعرض الرأي الآخر؟
جهة واحدة
سرد المحررة لتفاصيل مقال قديم منشور بالأهرام ورد "يوسف وهبي" عليه
هل المصادر المستخدمة حديثة ومناسبة لسياق الموضوع؟
غير حديثة
هل أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس؟
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
مقال قديم منشور بجريدة الأهرام
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
فصل التعليق
بمقدمة المحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
هل وازن المحرر بين مختلف وجهات النظر؟
وازن في عرض الآراء
في عرض المقال ورد يوسف وهبي عليه
هل قدم المحرر تغطية كافية للموضوع؟
أغفل المحرر جوانب أو تفاصيل جوهرية
اغفلت المحررة ذكر عدة نقاط (أولها الصراع غير المعلن بين مصر وتركيا في هذا الوقت، عقب إعلان اتاتورك إلغاء الخلافة الإسلامية وتحويل أنقررة لدولة علمانية، وهو ما أثر على توجهات الأزهر الشريف في هذا الوقت، ومطالب للملك فؤاد بتحويل مصر لقبلة الخلافة من جديد في هذا الوقت، كذلك نظرة المجتمع لمهنة التمثيل -التشخيص- في هذا الوقت، وعدم الاعتراف بشهادة الممثل في المحاكم، إلى جانب التخوف من تأثر يوسف وهبي بآداءه في دور الراهب جريجوري راسبوتين في تشخيص روايته الجديدة) ------------------- هذا إلى جانب عدم ابتعاد مصر عن ظهور تجسيد للأنبياء على شاشة السينما، مثلما حدث في دوبلاج أحد الأفلام الأجنبية عن حياة السيد المسيح (( للمزيد اقرأ: https://akhbarmeter.org/article/6689 ))
هل هناك معلومات خاطئة ضمن المحتوى؟
خبر صحيح
هل هناك تلاعب في المعلومات /أو في سياق عرضها؟
ابتعد المحرر عن التلاعب في المعلومات /أو في سياق عرضها
هل المحتوى المرئي المستخدم مناسب للموضوع؟
مناسب
صور لأدوار قام بتمثيها يوسف وهبي
هل يعبر العنوان عن مضمون المحتوى المقدم؟
يعبر عن المحتوى
هل العنوان واضح وغير متحيز؟
واضح
هل هناك أي تعميم في المحتوى؟
المحتوى خالي من التعميم
هل هناك أي إهانة /أو تشويه /أو تشهير لفرد أو مجموعة ضمن المحتوى؟
المحتوى خال من أي (إهانة /أو تشويه /أو تشهير) بحق فرد أو مجموعة
هل هناك تمييز /أو تنميط ضد أفراد أو مجموعات ضمن المحتوى؟
ليس هناك أي تمييز /أو تنميط ضمن المحتوى

تعليق المقيم

لا يوجد

رد الصحفي

لا يوجد

رايك في التقييم

التعليقات