المحرر - زينب الزغبي
"جزيرة العزبي" حائرة بين دمياط والدقهلية
جزيرة حائرة ما بين دمياط والدقهلية وتجاهل الدولة
أهالى الجزيرة: "بنشترى جراكن المية ومفيش نور ولا ميه في الجزيرة"
الاطفال: محتاجين مدرسة نتعلم القراءة والكتابة
محافظ دمياط: انوى زيارة الجزيرة وتقنين اوضاع سكانها
مأساة متكررة يعيشها سكان جزيرة العزبي، فهم منسيون من قبل الأجهزة التنفيذية بالدولة، باستثناء بعض الزيارات الرسمية لكل من مديريتى الصحة والأمن بدمياط لعمل قوافل صحية بالجزيرة للكشف على سكانها، وهذا تم على مدار العامين الماضين مرتين فقط آخرها الشهر الماضي في إطار حملة "100 مليون صحة" للكشف المبكر عن الأمراض السارية وفيروس سي.
وأهالى الجزيرة الحائرة ما بين محافظتى الدقهلية ودمياط، يعيشون في معزل عن أهالي المحافظتين والمسؤولين أيضا، فالجزيرة تقع فى بحيرة المنزلة، على بعد 40 كيلو من محافظة دمياط ، و6 كيلومترات من مدينة الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية، سكانها يعيشون بها منذ مايقرب من 80 عاما وتتبع إداريا محافظة الدقهلية، فهى من بين 9 قرى حدودية كان عليها نزاعا بين محافظتى دمياط، والدقهلية، فى السابق، وتم حسمه قبل الثورة بعدة أشهر.
وأصبحت تتبع محافظة الدقهلية الآن إلا أن جميع بطاقات الرقم القومى الخاصة بسكانها صادرة من محافظة دمياط فجميعهم أبناء دمياط ولكن اداريا أصبحت الدقهلية تشرف على الجزيرة وتعليم أبنائها رغم أن الجزيرة لا تحتوي إلا على فصل واحد به 30 تلميذا فقط من أبناء الجزيرة.
ويبلغ عدد سكانها حوالى 5 آلاف نسمة، ليس للجزيرة طريقا بريا، وللوصول إليها لابد أن تستخدم لنشا سريعا، وسكانها يحيون حياة العدم ، لا ماء ولا كهرباء ولا مدرسة ولا مستشفى ولا أي مظاهر للترفيه ولا طبيب، لا معلم، ولا محام، لا شىء سوى أطفال وشباب ورجال ونساء يحيون حياة أهل الكهف يعيشون على أسماك البحيرة الملوثة.
تلك الجزيرة النائية البعيدة التي ليس لها وجود على الخرائط المحلية لأى محافظة مصرية الا من مدة قصيرة جدا فيطلق عليها الجزيرة التائهة.
وجاء قرار إخلاء الجزيرة صادما لسكانها الذى يعيشون بها منذ عشرات السنين ولا مأوى لهم غير الجزيرة، وهذا القرار صدر منذ عام 2016 ولكن لم ينفذ نظرا لإصرار سكانها على عدم ترك الجزيرة.
وتتولى حتى الآن محافظة دمياط تزويد الجزيرة بالمياه عن طريق اللنشات، ومديرية الصحة تقوم بتطعيم أهالى أطفال الجزيرة ورعاية سكانها صحيا، وذلك لسبب واحد لأن معظم أهالى الجزيرة يحملون بطاقات شخصية تابعة لمحافظة دمياط، فالمواد التموينية من دمياط والخبز من دمياط، ومعظمهم يعمل فى دمياط، وتبقى العملية التعليمية فقط من اختصاص محافظة الدقهلية، ولا يوجد خط كهربائي ولا خط مياه فى الجزيرة، ومصدر الرزق الرئيس لأهالى الجزيرة، هو صيد الأسماك والطيور، فيما تقوم بعض الأسر بتربية الماشية لزيادة دخلها.
المدرسة المتواجدة فى الجزيرة عبارة عن فصل واحد، تبرع به أحد الأهالي فى منزله، به حوالي 30 تلميذا فى مساحة لا تتعدى الـ “10” أمتار، فى مكان لا يصلح للدراسة، أطفال أعمارهم متفاوتة ما بين 7 سنوات و10، يرتدون ملابس رثة لغاية.
يقول محمد حجاج، المعلم الوحيد بالجزيرة ، والمنتدب من مدرسة بمدينة الجمالية بالدقهلية، إنه لا توجد مدرسة فعلية، كما لا يوجد مدرسون سواه، وأنه يقوم بتعليم الطلاب والذى يبدوا واضحا تدنى مستواهم العلمى، حيث تحول هذا الفصل الى فصل لمحو أمية هؤلاء الأطفال.
وأشار إلى أن التلاميذ يعيشون على تلك الجزيرة دون هدف، فحياتهم تجعلك تشعر وكأنهم يعيشون حياة العشوائيات لا يفكرون في مستقبلهم العلمى وما أقوم به هو محاولة بائسة لتعليمهم القراءة والكتابة.
وأضاف أنه يجد معاناة كبيرة عند مجيئه للجزيرة أسبوعيا فمن الصعب المجئ يوميا نظرا للمشقة الباهظة باستقلال أحد اللنشات خاصة مع سوء الأحوال الجوية والنوات.
وتضيف، فوقية إبراهيم حسنين إحدى سكان الجزيرة أن كل ما نريده مدرسة لتعليم أطفالنا بشكل صحيح لا مجرد شهادات تمنح لهم بالنجاح فى آخر العام دون أن يتحقق ذلك فعليا حيث لا يوجد أى معلم يأتى بانتظام من أجل تعليم هؤلاء الأطفال، فالمدرس يحضر يوما واحدا فٍقط في العام الدراسي بأكمله، ثم في آخر العام يعلن أن جميع الطلاب نجحوا، دون أى اختبار، ثم يتخرج الطلاب من المدرسة دون أي تعليم على الأقل كتابة أسمائهم.
وأضاف أن الحالة الصحية لسكان الجزيرة في تدهور مستمر ومفيش أى قوافل طبية تأتى للجزيرة بشكل منتظم باستثناء قافلتين واحدة تابعة لمديرية الأمن جاءت للجزيرة منذ عامين وأخرى جاءت الشهر الماضي تابعة لحملة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكشف عن فيروس سي وهنا شعرنا بان الدولة بدأت تعترف بوجودنا.
وأضاف الحاج عبدالجليل البريشي، أحد السكان، أن الجزيرة تقع خارج حسابات الدولة والحكومة، ولا يوجد أي اهتمام بها بالرغم من كونها أحد المناطق المهمة والتي يمكن الاستفادة منها في العديد من المجالات، وأكد أن الجزيرة تعاني من مشكلة المياه حيث إن الأهالي يقومون بشراء جراكن المياه بأسعار مرتفعة، تبلغ 10 جنيهات لليوم الواحد، كما أنها تعاني من مشكلة الصرف الصحي حيث يقومون بالصرف في مياه البحيرة، والتي يقومون بصيد الأسماك منها، الأمر الذي أدي لانتشار الأمراض والأوبئة، وخصوصا بين أطفال الجزيرة.
وأشار الى عند الوضوء للصلاة نلجأ لمياه النهر بالجزيرة نظرا لعدم وجود مياه بالجزيرة والمياه المتاحة للشرب فلا يوجد اى خدمات أساسية تساعد أهالى الجزيرة بالعيش بشكل آدمى.
ومن جانبها صرحت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، أنها سمعت عن الجزيرة فور مجيئها لمحافظة دمياط، وأنها ستقوم بزيارتها للتعرف على مشكلات سكانها وكذلك دراسة المشكلات مع الجهات المعنية سواء وزارات أو محافظة الدقهلية.
وأضاف أنها تدرس قرار إخلاء الجزيرة وبناء عمارات سكنية لسكانها ولكنها علمت ان الاهالى يرفضون اخلاء الجزيرة وجار دراسة الوضع أمنيا مع كافة الجهات المعنية.
مصدر الخبر
هل تمثل المصادر المستخدمة بالمحتوى جهة واحدة من الرأي أم تعرض الرأي الآخر؟
جهات مختلفة
محمد حجاج، المعلم الوحيد بالجزيرة ، والمنتدب من مدرسة بمدينة الجمالية بالدقهلية// فوقية إبراهيم حسنين إحدى سكان الجزيرة // الحاج عبدالجليل البريشي، أحد السكان// الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط
هل المصادر المستخدمة حديثة ومناسبة لسياق الموضوع؟
حديثة ومناسبة
المصادر مناسبة من حيث الصلة والعلاقة بالموضوع (شكان الجزيرة والمحافظ)
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
ترصريحات سكان الجزيرة ومحافظ دمياط
هل وازن المحرر بين مختلف وجهات النظر؟
وازن في عرض الآراء
هل قدم المحرر تغطية كافية للموضوع؟
قدّم التغطية الكافية للموضوع
هل هناك معلومات خاطئة ضمن المحتوى؟
خبر صحيح
هل هناك تلاعب في المعلومات /أو في سياق عرضها؟
ابتعد المحرر عن التلاعب في المعلومات /أو في سياق عرضها
هل المحتوى المرئي المستخدم مناسب للموضوع؟
مناسب
هل يعبر العنوان عن مضمون المحتوى المقدم؟
يعبر عن المحتوى
هل العنوان واضح وغير متحيز؟
واضح