فى حب «جرافيتى متلازمة داون».. «عماد»: «لقيت صورة تخصنى»

محبة عميقة بقلب الفنان الشاب محمد عبيدو، تجاه أصحاب متلازمة داون، دفعته للسفر من القاهرة إلى مدينة دهب بالبحر الأحمر من أجل رسم جرافيتى ضخم يضم صورتين لطفل من مصابى المتلازمة على جدران منزل صديق له هناك، حيث استمر العمل على الجدارية طوال أربعة أيام متواصلة.

بدأت الفكرة لدى «عبيدو» حين قرأ عن قصة الأم التى حاولت ترشيح صغيرها لاختبار أداء للأطفال الصغار من أجل إعلان، فإذا بها تواجه تنمراً وعدم احترام من المحيطين: «أحب أطفال داون وأشعر دائماً أنهم أذكياء وطيبون وأنقياء جداً، لهذا تطوعت للرسم عنهم على أرض السلام والحب والفن كرسالة للعالم أجمع».

لم يتوقع «عبيدو» أن يفاجأ بمعجب وَفى للجدارية أصبح يواظب على زيارتها منذ اللحظات الأولى لاتضاح تفاصيلها: «فى أحد الأيام كنت أشعر بتوتر شديد، لأننى من وضعت التصميم من الألف للياء، كنت داخل المنزل أفكر فيما سأقوم به لاستكمال الرسمة وخرجت فجأة لأفاجأ بعماد يتأمل الرسمة بعمق، حتى إنه لم ينتبه لى حين خرجت إلا بعد فترة».

المعجب الأول بالرسمة يواصل زيارتها يومياً ليطيل التأمل

الشاب المصاب بمتلازمة داون، يبدو فى العقد الرابع من عمره، لم يجد طريقة للتعبير عن إعجابه بالرسمة سوى المواظبة على زيارتها كل يوم: «نظرة الانبهار فى عينيه كانت كفيلة بمحو أى تعب من جوايا، الكلام معاه صعب، لكن اللى فهمته إنه اسمه عماد ومن قبيلة المزاينة».. زيارة يومية اختار معها صاحب داون الوجه ذا الفم المفتوح باعتبارها المفضلة لديه مسألة حاول «عبيدو» تفسيرها بحسب ما لديه من معلومات: «لا أعتقد أنه يتم التقاط صور للأطفال الصغار فى القبيلة أو تدليلهم، حتى إن تقبيلهم يعد مسألة حساسة وغير مقبولة، لذا خمنت أن سر إعجاب عماد بصورته هو عثوره، للمرة الأولى، على نسخة مشابهة له فى طفولته لا يبدو أنه رآها من قبل». إعجاب وزيارة يومية بدت كافية لـ«عبيدو» كى يعود إلى القاهرة قرير العين بما حققه: «لو أن جمهورى بالكامل هو عماد وحده، فهذا يكفينى».