أخبار
فيديو
نشر في 26/04/2017 07:00
لم تعد المنظمات الإعلامية الرئيسية تحتكر تغطية الأخبار التي كانت تنشرها و تبثها، حيث أصبح بإمكان أي شخص لديه إمكانية النفاذ إلى عالم الشبكة العنكبوتية أن يبلغ عن الأحداث أو يعبر عن رأيه فيها من خلال كتابة المنشورات أو التغريدات أو نشر الصور الحصرية من قلب الحدث أو حتى التواصل مع المتابعين من خلال فيديوهات اللايف، وذلك في جميع أنحاء العالم!
كان هذا سبباً فى جعل مهام الصحفيين أكثر صعوبة، فأصبحت المواجهة الجديدة للصحافة ضد العالم الرقمي، حيث لم تعد الكلمة السبيل الوحيد لنقل القصص وتغطيتها، فقد أتاحت الأدوات الرقمية الجديدة على شبكة الإنترنت العالمية العديد من الطرق الأكثر إثارة لنقل القصة، مجرد صورة قد تقلب الموازين، من خلال زيادة عدد مشاركاتها والإعجاب بها أو إعادة تغريدها.
أصبحنا الآن نعيش في عالم يمكن لهاشتاج واحد أن يُصدِر قصة ما إلى صفحات الجرائد الأولى، الورقى منها والرقمى، وأصبحت هناك وظائف فى المواقع الإخبارية تقوم على مراقبة مواقع التواصل الإجتماعى والسوشيال ميديا لمعرفة "التريند" الأخير، وباتت الأخبار تتضمن الآن جمل من نوعية "وقد عبر ناشطون إلكترونيون عن رأيهم قائلين..."، نعم، انقلبت الموازين الصحفية برمتها! وأصبح من الصعب أن نصدق الآن إنه قبل ثماني سنوات فقط لم يكن ثمة تويتر أو فيس بوك، في حين كانت الأداة الوحيدة المتاحة للقارئ الساخط في التعبير عن رأيه سابقاً رسالة يرسلها للمحرر بخطوات شاقة وعملية بيروقراطية طويلة جداً، والآن يستطيع آلاف المعلقين إبداء أرائهم دون انتظار شيء، فقط بمجرد الضغط على علامة "#"، سيتفاجئ أصحاب المواقع الإخبارية بسيل الآراء الذي ينهال عليهم.
استطاعت وسائل التواصل الاجتماعى أيضاً تغيير الطريقة التي تُنقل بها الأخبار، وأصبحت مهام الصحفيين تتمثل في إيجاد سبل لجذب الجمهور إلى القراءة الصحفية من جديد، بدلاً من متابعة فيسبوك وتويتر لمعرفة آخر الأخبار، ويظل يتجدد فى الأفق سؤالاً يطرح نفسه في خضم معطيات الواقع الحديث: هل اقترب نهاية عصر الصحافة؟!